لم ينتظر رجال السلطة المعينون حديثا مجيء باشا المدينة للقيام بحملة شاملة لتحرير الملك العمومي همت جميع المناطق بالجديدة بدءا من شارع الزرقطوني مرورا بشارع محمد الخامس لتتوقف في حي الغزوة بعد هجوم شباب المنطقة على القافلة والرشق بالحجارة ومحاصرة الشاحنة التي تحمل المحجوزات بعد أن فر السائق منها .
نشبت المواجهة بين الباعة والسلطات عندما حاول عناصر هذه الأخيرة من تحرير الملك العمومي بالقرب من مقر تسجيل السيارات بحي الغزوة الشيء الذي لم يرق الباعة فهاجموا السلطات بدا بالرشق بالحجارة والاستيلاء على الشاحنة وإفراغ محتوياتها وفورا علمها بالخبر هرعت دورية من الشرطة إلى عين المكان .
هل هي حملة بمنطق القضاء على هذه الظاهرة أم أنها سحابة عابرة كمثيلاتها ؟ام السلطة الجديدة تريد كما يقال باللغة العامية “باغين يوريو حنة يديهم ” وهل سينجح رجال الجدد في ما عجز عنه السابقون في القضاء على هذه الآفة بصفة نهائية ؟ منطقيا لا يستطع احد أن يتكهن بما سيحدث لاحقا ما دام المسالة تتعلق بجميع التراب الوطني وان المقاربة الأمنية والمحاربة لن تزيد الأمر إلا تعقيد في غياب حلول ناجعة ترضي جميع الأطراف وما وقع بعد قليل بدوار الغزوة لخير دليل .
إلى متى سنبقى نلعب لعبة الفار والقط بين السلطة والباعة المتجولون ؟ان هذه الحملات الموسمية لن تأتي أكلها في غياب صمت الجماعة الحضرية وعدم تفعيل الشرطة القضائية وفرض غرامات على أصحاب المحلات التجارية المحتلة للملك العمومي .وبناء أسواق نموذجية للباعة المتجولين سيخفف بعض الشيء العبء عن السلطات للتفرغ لمحاربة الجريمة واستتباب الأمن في المدينة .
