لقد راودتني اثارة هذا الموضوع مرة اخرى بعدماعلمت في احدى الندوات الصحفية مع المدير الاقليمي للتعليم الذي صرح ان مدينة الجديدة تحتل المرتبة الثانية من بعد الدار البيضاء في النسبة المئوية من حيث جغرافية التعليم ما يبرز أهمية المدينة في هذه الجهة ناهيك انها تحتل المرتبة الاولى على مستوى التعاملات الاقتصادية الكبرى ومكان انطلاق صادرات المغرب من الفسفاط ومواد انتاجية مختلفة ومصدر للطاقة الكهربائية للعديد من المناطق
عندما كان التقسيم الجهوي السابق كانت المدينة تضم غالبية الادارات الجهوية وكان للمدينة مكانة خاصة وان مجلسها كان دائما يترأسه احد اعيان المدينة وكانت المدينة تحضى باغلبية المشاريع المقترحة وكان بين الجديدة واسفي انسجام تام رغم اختلاف جوهرية المناطق واليوم تغير كل شيء اصبحت المدينة قريبة من عاصمة الجهة تلقت اول النكسات بضياع اسمها وتبخر حتى الكيان القبلي الذي تم تقسيمه الى اتنين وكنا قد نقبل بهذه النكسة لو ان الاستفادة من هذه الجهة في مجالات تنموية قد تنسينا كل شيئ مادمنا مغاربة وكل في صالح البلاد لكن ان يضيع الاسم وتضيع معه التنمية وتذهب محاصيل ضرائب المنطقة الى مناطق اخرى ينتمي اليها اعضاء في الجهة هو ما نسميه العبث والاستهثار بتاريخ منطقة دكالة كلها .
رغم كل الاكراهات فالمنطقة تتنمى بفضل المجالس المنتخبة المحلية وعلى راسهم المجلس الاقليمي لكن التساؤل المطروح ما دور الاعضاء المنتخبون في الجهة والمفروض فيهم الدفاع عن مصالح المنطقة وجلب مشاريع استتمارية والتعريف بمؤهلات الاقليم هذا السؤول يطرح في عدة اجتماعات دورات المجلس الاقليمي من طرف الاعضاء دون ان تجد اذان صاغية ولا اجوبة شفافة رغم الحاح البعض باستدعاء الاعضاء الممثلين في الجهة الى اجتماعات المجلس الاقليمي لحثهم على الدفاع على مصالح المنطقة رغم انه هو الغاية التي تم انتخابهم لاجلها .
فاسم المنطقة لا يمكن ان يحذف بجرة قلم لأنه موشوم في ذاكرة كل المغاربة لما تمثله من اهمية في تنمية الاقتصاد المغربي ومكان ازدياد العديد من رجالات الدولة والعلماء .
ان اقليم دكالة يزخر بتعدد الموارد الطبيعية و يعتبر نموذجا متفردا بعدة خصائص فهو مجمع للصناعة والفلاحة والسياحة متميز بنظام ايكولوجي متنوع بيولوجيا .فالشواطئ باستوائيتها ومحاذاتها الغابة واعتدال حرارتها وجودة مياهها ورمالها ووجود قطاع غابوي ممتد عبر الاقليم مهم يغطي جزءا كبيرا من مساحته الفلاحية و شساعة المجال الفلاحي و الرعوي و المؤهلات السياحية ، مما يجعل النسيج الاقتصادي للمنطقة متنوعا ، و يعتبر قطاع الفلاحة قاطرة التنمية بجهة دكالة عبدة ، بالنظر الى توفر المنطقة على مؤهلات فلاحية مهمة كذلك الشأن بالنسبة لمجال الصيد البحري نظرا لتوفره على موارد بحرية مهمة ، تتخللها الكثير من الموانئ الطبيعية و الشواطئ الرملية و الصخرية و الاجراف الجذابة ناهيك عن جوها المعتدل واحتلالها مراتب متقدمة في المجال الاقتصادي بتواجد وحدات صناعية مهمة تشفع له ان ينظاف اسمه الى تسمية الجهة دون أي منازع
وللتذكير فان الدكاليين لا يروا مانع من انضمامهم إلى جهة الدار البيضاء مادام يصب في مصلحة مغربنا الحبيب لما تعرف من تقدم اقتصادي على صعيد المملكة لكن في نفس الوقت يحتجون على طمس هويتهم والتكالب على مصالحها دون بديل وذكر سطات وتجاهل الجديدة يوحي ان هناك ايادي خفية وراء اقصاء اسم المنطقة رغم أن الجديدة تفوق سطات من ناحية الكثافة السكانية إذ حسب إحصائيات 97 بلغت سطات 956904نسمة فيما وصلت الجديدة آنذاك إلى 1103032 نسمة اما من الناحية التاريخية فالمؤرخون كلهم متفقون على وجود الجديدة التي عرفت قفزة نوعية على مستوى كل الأصعدة قبل سطات وحتى قبل الدار البيضاء نفسها . وما يزكي هدا الطرح هو أن التقسيم الإداري الأول سنة1957لم يتطرق إلى إقليم سطات حيث بعدما أصبح المغرب مستقل قسم إلى أقاليم. منها إقليم أكادير، بني ملال، الدار البيضاء، فاس، مراكش، مازاغان، مكناس، ورزازات، وجدة، الرباط، آسفي، تافيلالت، وتازة في ما كان يُعرف بالمغرب الفرنسي. تقابلها أقاليم شفشاون، العرائش، الناظور، الريف، طنجة، وتطوان في المغرب الإسباني (في محمية الشمال سابقا).
وظل إقليم الجديدة مستقلا إداريا إلى حدود 1967 التاريخ الذي أدمجت فيه مع الدار البيضاء ولم يدم هذا الإندماح أمام إصرار رجالاتها الأقوياء آنذاك إلا 3 سنوات حيث انفصلت الجديدة عن الدار البيضاء وتم إحداث عمالة إقليم الجديدة وأصبحت الجديدة عاصمة لمنطقة دكالة الى ان تدخلت ايادي اخرى وقصمت المنطقة الى اقليمين وتستمرة لغة الاقصاء فيما بعض منتخبيها لازالوا يغضون الطرف .