صدر مؤخرا ديوان شعر زجلي للأستاذ إدريس المرابط عن دار الطباعة تحت عنوان ” زينة لبها” يضم خمسة عشر قصيدة زجلية بنظم حر يخرج عن الخيال ويغرف من الواقع حقائق نيرة وواقع صريح ناضج ، قول صادق مسوغ في تعبيره بمجموعة من الحكم ، لا يستغني عنه الشاعر والأديب في مطالعته وحتى رجل الشاعر والمزارع .
عرف الشاعر كيف يستغني عن شفاء الروح ورقوء الجروح في بعض مقاطع قصائده دون انيستثني ريحة الدوار من طلاسيم كتاباته .
شعور بإحساس عميق مبني عن تدخل العقل الأمر الذي يجعل القصيدة الزجلية غير جامدة إلى درجة أن الموضوعات تبقى متحركة كخيوط الراغول في نوعيتها, حيث يطمح الشاعر إلى توسيع نطاق وعيه بوطنيته وإنسانيته المتجلية في الحكمة القائلة :” البير اللي كتشرب منو لا ترميه بالحجر, والمقصود بذلك”زينْة لبْها “البلد الحبيب المغرب وهو عنوان للديوان إذ يقول :
يا بلادي أنا نموت فيك أو نسقي لعظام
يا بلادي أنا مقامي امعاك طول الأيام
اترابك يكلع لوجع لقديم ويرد الروح لمولاها
اترابك يشفي لعليل ويطيح الشتا من اسماها
يا ابلادي زينة لوشام خيرك ما زال الكدام
ولم ينسلخ الشاعر عن المحيط الذي تربى فيه إذ تدعوه ذاكرته الشعبية إلى رسم وكتابة ما تكنزه من تفاعلات اجتماعية محضة تتجسد في الدوار كمكان بعنوان : ريحة الدوار حيث يقول :
فين امالين الدوار
ريحتو هزاتني
اسميتو بكاتني
ويتلو ذلك الزمن المتعاقب بفصوله ومنازله و أيامه ولياليه وكواكبه إذ ينعكس ذلك على الطبيعة:
لبْحرْ منْ زينْ لعْشية احْمر ماه
العاشق لْهاذ اللونْ يسْرحْ في ضْياه
…………………………..
راحْ الليلْ وارْمى بظْلامُو
اطْلع النْهارْ وارْمى بيَامُو
ورغم العشق الذي يخاطبه في “السالف لَكْحَلْ” فإنه يضع لجاما قويا لقيام العدالة الإنسانية حيث يرى في الإنسان ثلاث نفوس إذ يختم ب:فاستقم كما أمرت
ومع ذلك، يترك إدريس المرابط المجال لخيوط الْكَنْبْري تحرك ساكنا وتوقظ شوقا وتريح متعبا ليخرج المختفي في القلب، ضيم، فراق، غرام ….
الديوان الثالث يصدر لإدريس المرابط عن دار الطباعة