عندما تتحول ” سانديفيل ” إلى سخط لدى ساكنة مدينة الجديدة أو عندما يتم تخريب ساحة تاريخية باسم الإصلاح

عندما تتحول ” سانديفيل ” إلى سخط لدى ساكنة مدينة الجديدة أو عندما يتم تخريب ساحة تاريخية باسم الإصلاح

20180827_083536 copyكانت بمثابة عروسة مدينة الجديدة تدعى ” ساندفيل ” تحريفا للكلمة الأجنبية  centre de la ville   او fêtes   salle des    صمم ووضع لها أسسها المستعمر خلال فترة الاستعمار او الحماية كما يصطلح عليه تاريخيا  لتكون ساحة  للاستعراضات العسكرية والحفلات الرسمية وكان لها الشرف ان احتضنت اول عيد الشباب في السبيعينات  في المغرب بصيغة” الماجوريت ” وصارت على هذا المنوال في كل الأعياد الوطنية  إلى حدود 2014 عندما قرر احد المجالس المنتخبة  تغيير معالمها بوضع نافورة وسطها كما يوضع العكر على “الخنونة”.ولم يحسب لها حساب فأصبحت مصدر إزعاج للأرباب السيارات وعرقلة للمارة ومجمع للعربدة والتشرميل وسوق لبيع الاجساد .

هذه هي أهم المراحل التي مرت منها الساحة المقابلة للمسرح الذي هو بدوره غيروا  له الاسم  بمؤامرة مخدومة لطمس ما تبقى من المسرح البلدي حيث تكالب على المنطقة مجموعة من المتآمرين لكل واحد له أهدافه ونوياه من اجل تخريب تاريخ وحضارة مدينة ترعرع فيها علماء ودكاترة وكتاب ومهندسين وجنرالات .

كانت أمنية كل جديدي أن تعطى لهذه الساحة أهمية ورد الاعتبار  لها بعد كل السنين من التضحية والتعب فجاءت فكرة النافورة بشكل ارتجالي ورغم ذلك رحبت بها الساكنة بالشكل الذي جاءت به في التصاميم  بمعنى أنها كانت ستتوسط الساحة وتبقى مسافة كبيرة فاصلة بينها وبين المسرح تسمح للمارة بالمرور بشكل مريح  لكن لأسباب تقنية في البنية التحتية تم تحويل مكانها لتقترب من المسرح وتخلق عرقلة في المرور الشيء الذي يقال عنه ” جا يقاضها اعورها ” .

ورغم كل هذه الأخطاء التقنية قبلت الساكنة بالأمر الواقع  و رحبت  الساكنة بهدا الحال المخزي والواقع المحزن واعتبرت وجود نافورة في هذا المكان إضافة رمزية  ونوعية للمكان لإضفاء المشروعية السياحية بشكل مراوغ واهتم بها الناس وصاروا يأخذون صور امامها للذكرى وصارت مفخرة للمكان  وأصبح المكان يساهم في الرواج السياحي المحلي لكن تمشي الرياح بما لاتشتهيه السفن .

فبعد صرف الملايين على إنشاء هذه النافورة التي لم يمضي على إنشائها أكثر من سنتين او ثلاثة حتى توقفت عن الاشتغال وباتت منبع إزعاج للساكنة من خلال الروائح الكريهة التي تنبعث منها بسبب المياه الراكدة داخلها ناهيك عن الظلام الدامس الذي يسود المكان برمته وتحولت الى مسكن للمتسكعين ومبيت للمشردين مما افقد الساحة رونقها وشموخها ورمزيتها.

20180827_083613 copy - Copie 20180827_083715 copy - Copie 20180827_083742 copy - Copie 20180828_105112 copy - Copie 451456335_small - Copie images - Copie images (1) - Copie téléchargement - Copie téléchargement (1) - Copie